بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
قال ابن الزيات في كتابه التشوف إلى رجال التصوف: "ومنـــــــــــــــــــــهم:
77ـ الشيخ أبو يعزى يلنور بن ميمون
قال قوم: إنه من هزمير إيروجان، وقيل: من بني صبيح من هسكورة (مات) وقد أناف على مائة سنة بنحو الثلاثين سنة، ودفن بجبل إيروجان في أول شهر شوال عام اثنين وسبعين وخمسمائة، وكان قطب عصره وأعجوبة دهره.
سمعت أبا علي الصواف يقول: سمعت أبا مدين يقول: رأيت أخبار الصالحين من زمان أويس القرني إلى زماننا هذا فما رأيت أعجب من أخبار أبي يعزى وقال: نظرت في كتب التصوف فما رأيت مثل الإحياء للغزالي.
وسمعت أبا العباس أحمد بن إبراهيم الأزدي يقول: سمعت أباعبد الله بن الكتاني يقول: نقلت كرامات أبي يعزى نقل تواثر.
وذكره الشيخ أبوالصبر أيوب بن عبدالله الفهري قال: لقيت الشيخ الزاهد الفاضل الرفيع آية وقته أبايعزى بلنور وكان أعجوبة في الزمان وعدة للإيمان، بلغ من مقامات اليقين مبلغا لا يبلغه إلا الأفراد من العارفين، واشتهر عنه من الكرامات ما وقع موقع العيان، وشهد بشهرتها الكافة والأعيان، ولولا خيفة إنكار البطالين المنكرين والغافلين المدبرين لأوردنا من بعض ما شاهدنا منه من الكرامات ما يعرفه المحققون ويرتاح لسماعه المتقون.
وسمعت أبا العباس أحمد بن إبراهيم الأزدي البسطي يقول: سمعت أبا الصبر يقول: سمعت الشيخ أبا يعزى يقول: ما لهؤلاء المنكرون لكرامات الأولياء، والله لو كنت قريبا من البحر لأريتهم المشي على الماء عيانا. قال أبو الصبر: حضرت عنده؛فرأيت رجلا أتى إليه وسلم عليه فقال له أبو يعزى: لم تخون أخاك وتأتي زوجه وهو غائب؟ فقال له الرجل: أتوب إلى الله تعالى من ذلك.
قال: وجاءه يوما كتاب أبي شعيب من أزمور يقول له فيه: استر عباد الله ولا تفضحهم.فقال:والله لولا أني مأمور بهذا ما فضحت أحدا ولسترت على الخلق.
وقيل له: إن فقهاء فاس أنكروا عليك لمس صدور النساء والنظر إليهن.فقال:أليس يجوز عندهم أن يلمس الطبيب تلك المواضع ويراها للضرورة؟ فهلا عدوني واحدا من أطبائهم؟ وأنا ألمس ذوات العاهات للتداوي بذلك.
وكان أبو يعزى يقول: خدمت نحوا من أربعين وليا لله تعالى؛ منهم من ساح في الأرض، ومنهم من أقام بين الناس إلى أن مات.
وحدثني محمد بن أحمد الزناتي قال: حدثني أبوعلي مالك بن تامجورت قال:كنت أحمل إلأى أبي يعزى حملا من زبيب في كل عام من نفيس إلى جبل إيروجان. فمشيت إليه في بعض الأعوام بحمل من زبيب. فدفعته إلى مؤذنه ففرغه في بيت. وقعدت أتحدث معه فقال لي: عسى أن تكلم الشيخ أبا بعزى أن يستر الناس ولا يفضحهم؛فإن الرجل جاهل،لا علم عنده،فيقول للواصلين إليه: سرقت يا هذا؛وزنيت يا هذا؛وفعلت ياهذا كذا كذا؛ فيذكر لكل واحد فعله.ثم انقطع كلامه فنظرته وقد منع من الكلام وكلمته فلم يجبني.فبينما أنا معه كذلك إذ أقبل أبو يعزى وعصاه في يده فسلم علي وسألني عن الحال والأهل وجاء إلى مؤذنه ومد يده إلى حلقه يمسح عليه ويقول:يا بني صدقت، فأنا جاهل، لا أعلم ‘لا ما علمني مولاي. ثم طارت علقة دم من حلقه فتكلم وأخذ يقول: أتوب إلى الله تعالى. وأبو يعزى يقول له: مم تثوب يا بني وأنت قلت الحق؟ أنا جاهل لا أعرف إلا ما عرفني مولاي.
يتبع