بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وآله
قرأت بحضور قلبي حالة نفحة ربانية فوافقت بذلك سنة رسول الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم في تعرضي لها، وكان ذلك أثناء قراءتي للصلاة المشيشية المنسوبة للإمام القطب الغوث تاج الأولياء مولاي أبي محمد عبدالسلام بن مشيش عليه السلام، حيث قال عليه السلام في مطلعها
اللهم صل على من منه انشقت الأسرار....).
فقال لي الخاطر
انظر إلى حال أهل الله حيث يبدؤون باسمه تعالى ويختمون به، وانظر إلى امتزاج ياء النداء حيث أعطتنا ميمين للدلالة على واسطة الوجود –صلى الله عليه وآله- الذي هو نور بدءه في قوله للذرة كوني محمدا فكانت دائما نور الاستمداد حيث رفعت هاء الهوية لإفاضة استدارة ميم النصب بعد ميم الجزم بعد فراغ الدائرة من كل هباء وهواء وفي هذا معنى فافهم، وكان التجلي وأكد بلفظ "صل" الذي هو دعاء بتجليه تعالى بأنواع الإفاضات على سيدنا محمد ميمي الملك ودال الدوام – اللهم صل عليه وعلى آله- مظهر بروز "من" التي هي كنية العقل الأول الذي ضده الجهل وجنوده حيث جاءت الأخبار أن العقل الأول الذي عندما خلقه الله أنعم عليه بأنواع الحلل البهية التي كانت جنوده حيث أنه لبى النداء،أمـا الجهل فقد غار من الأول وزاد الطين بلة، خصوصا أنه لم يلبي في أول الأمر إلا بعد تجليه تعالى عليه باسمه الجبار،فأعطاه الله تعالى عدد جنود العلم وهي عكس جنود العقل الأول،فكان المظهر الأول للشيطان الأكبر وهو المكنى إبليس الذي بالوهم الكلي المسمى بالامتزاج الإنساني كان تمظهره، وكان مظهر العقل الأول المسمى بالإنسان الكامل عند البعض المكنى بأبي البشر –وهو غير الإنسان- قد كمُل بسائر جنوده في سيدنا محمد –صلى الله عليه وآله وسلم- وهو حقيقته وهو بذلك صار أصله حيث جعله الله سبحانه وتعالى "منه" فانشقت الأسرار المسماة قلوب أهل الله عليهم السلام من فيضه، فكانت حقيقتهم هي تلك الإفاضة المحمدية النورانية التي انتقلت عبر الأزمان انفلاقا قي وراثه-صلى الله عليه وآله وسلم- والعهد القديم هو التحلي بآدابه –صلى الله عليه وآله وسلم- إذ إنه قمة مظهر الأدب حيث أخذه من الله عز وجل،فكان الواسطة التي لا يمكن لحقيقة أن تكون إلا فيه حيث أنه مظهر الإفاضة.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد