تعليق على الصلاة المشيشية لسيدي عبد الرحمن الفاسي

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد و آله

تعليق على الصلاة المشيشية
للعارف بالله الكبير سيدي عبد الرحمن الفاسي
رضي الله عنه المتوفى عام 1063
قوله : (اللهم صل على من منه انشقت الاسرار وانفلقت الأنوار) ما افتتح به هذه الصلاة هو كقوله بعد (أللهم إنه سرك الجامع الدال عليك) فهو سر الأسرار ومنبع الأنوار، و عين التجلي الذاتي، و الاسم الأعظم ، والله أعلم .
وقوله : (وفيه ارتقت الحقائق ) يعني العيانية والتجليات الذاتية . وقوله : (و تنزلت علوم آدم ) يعني التنزلات الأسمائية والتعرفات الصفاتية الإحاطية ، و في تنزل ذلك سر الخلافة ومظهرية الربوبية ، ولذلك لم يكن (شيء إلا و هو به منوط) لكونه روح كل شيء و حياته وزين التعينات الملكوتية ومدد الحياض الجبروتية

العلمية والمعاني الكشفية. واما قوله : (و حجابك الأعظم)، يعني به أن بقاء، بل الإبقا. على الأرواح من أن تتلاشى بصدمات القدم وتحترق بسبحات أنوار الأزل ، فمعناه قوت ، بل قوة و حياة للأرواح تتحمل بها أعباءالحقائق ؛
كما يشير إليه قوله : (واجعل الحجاب الأعظم حياة روحي).
وأما قوله : (وروحه سر حقيقتي )فيعني به أن يكون فرعا من أصله ومستمدا من روحه. و قوله:
(وحقيقته جامع عوالمي )، فإشارة إلى كونه قطبا، وإنسان عين معارفه ، وأصل فصول معانيه
ولطائفه ، وهو رمز لبعض ما تحتمله ، وبسط ذلك بما تسعه العبارة ، والتلويح كاف لأهله .