طالب السلامة
عدد الرسائل : 13 العمر : 42 Localisation : Maroc تاريخ التسجيل : 25/09/2009
| موضوع: التصوف و آل البيت الكرام الأربعاء 30 سبتمبر 2009 - 13:34 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد و آله وسلم
التصوف و آل البيت الكرام عليهم السلام
يقول الدكتور الشريف محمد حمزة بن علي الكتاني؛ في مقدمة تحقيقه لكتاب "مرآة المحاسن" : عند عرضنا لسلاسل أسانيد التصوف نجد كثيرا منها يرتبط بأئمة آل البيت عليهم السلام، خاصة الإمام ـ سيدنا ـ جعفر الصادق و ولده ـ عليهما السلام ـ ؛ وبغض النظر عن صحة تلك السلاسل و عدمها ؛ فإنه ما من شك أن إمام الصوفية في وقته: معروفا الكرخي كان تلميذا للإمام علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق عليهم السلام، بل أسلم على يديه، وعنه أخذ السري السقطي وبه اهتدى.
و لا ينكر مطلع على تاريخ التصوف و مذاهبه التعظيم الخاص الذي يوليه الصوفية لللأئمة الاثني عشر: ـ سيدنا ـ محمد بن الحسن العسكري و آبائه إلى سيدنا علي عليهم السلام؛ و اعتبارهم أن أول الأقطاب في الإسلام هو الحسن بن علي أو والدته سيدتنا فاطمة الزهراء ـ عليها سلام الله ـ .
بل صرح جملة من متقدميهم ـ بله متأخريهم ـ بذلك ، فقد قال سيد الطائفة الجنيد رضي الله تعالى عنه فيما رواه عنه أبو عبد الرحمن السلمي : << صاحبنا في هذا الأمر بعد النبي صلى الله عليه و آله و سلم : علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ ذلك امرؤ أعطي علما لدنيا >> ، و قال كذلك فيما رواه عنه أبو نصر الطوسي في " اللمع": << رضوان الله على أمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ لولا أنه اشتغل بالحروب لأفادنا من علمنا هذا معاني كثيرة>>.
و قال الحافظ أبو العباس يوسف الفاسي في " المنح الصافية " : << قال الشيوخ رضي الله عنهم في حق علي عليه السلام : إنه أعطي العلم اللدني ، و لاتصح النسبة إلى الولاية ـ التي هي منبع الولاية ـ التي هي منبع الولاية الحقيقية و المعارف الإلهية ـ إلا من جهته و حقيقته، فهو إمام الأولياء المحمديين كلهم، و أصلهم ، و منشأ انتسابهم إلى الحضرة المحمدية..>>.
و قال الإمام الحرالي : << سلسلة أهل الطريق تنتهي من كل وجه من جهة المشايخ و المريدين إلى أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ...>>.
ثم إن أغلب مشايخ الطرق الكبار ينتسبون لآل البيت الكرام، كالشيخ عبد القادر الجيلاني، و الشيخ أحمد الرفاعي، و الإمام البدوي ، و الشيخ عبد السلام بن مشيش، و الإمام الشاذلي .... وغيرهم ـ رضوان الله عليهم جميعا ـ.
نقاط الإتفاق بين الصوفية و شيعة آل البيت عليهم السلام
مسألة عصمة الأئمة: يجتمع الشيعة و الصوفية في مسألة عصمة الأئمة، و أن الإمام المعصوم لا يكون إلا من آل البيت الكرام. فالشيعة الإمامية يفهمون ذلك على ظاهره ؛ و أن عصمتهم كعصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. أما الصوفية ؛ فيرون أن العارف يصل إلى مرتبة من الولاية و الصفاء ، والتعلق بالله تعالى ، والشهود الإلهي؛ بحيث لولا النصوص الشرعية في انفراد الأنبياء بالعصمة، لشهدنا لهم بذلك ، وفقا لقوله تعالى < إن عبادي ليس لك عليهم سلطان> ـ الإسراء:65. وأن ذنوبهم ليست من نوع ذنوب العامة؛ إنما هي نوع خاص من الذنوب ـ خاصة فيما يتعلق بأعمال القلوب ـ لم يعصم منه إلا الأنبياء عليهم السلام.
القطب أو الغوث لا يكون إلا من آل البيت الكرام
و القطب أو الغوث لا يكون إلامن آل البيت الكرام، و يمكن مقارنة مقامه بمقام الإمامة عند الشيعة ؛ بله مقام الختمية الذي هو أرفع و أمكن من القطبية و الغوثية. والقطب لا يرقى إلى مقام القطبية إلا بعد وفاة قطب قبله، و الشيخ الوارث لا يبلغ مقام المشيخة إلا بعد توصية شيخه له بذلك توصية روحية. و للصوفية أدلة على ذلك ليس المحل محل تفصيلها. مسألة تعظيم آل البيت عليهم سلام الله
و لاشك أن من أساسات عقيدة الإسلام تعظيم آل البيت النبوي لقوله تعالى << قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى>> ـ الشورى:23. و قوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح: << إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي؛ أحدهما أعظم من الآخر؛وهو: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي، لن يفترقى حتى يردا علي الحوض؛ فانظروا كيف تخلفوني فيهما...>> الحديث.
استنتاج
و يخلص الباحث الكريم في آخر بحثه إلى نتيجة مفادها أن : الطريقة الصوفية هي الإمتداد الحقيقي لمذهب آل البيت الكارام؛ يعني المحققين من الصوفية ، لا أهل الأهواء و البدع.
المصدر : مرآة المحاسن من أخبار الشيخ أبي المحاسن و نبذة عن نشأة التصوف و الطريقة الشاذلية بالمغرب تأليف : الإمام أبي حامد محمد العربي بن يوسف الفاسي الفهري< 988 ـ 1052.> تحقيق : الشريف محمد حمزة بن علي الكتاني منشورات رابطة أبي المحاسن ابن الجد ـ الصفحة 14 و مابعدها ـ مع شيء من التصرف. | |
|