بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله الطيبين الطاهرين
حكم الأرجل في الوضوءتمهــيـد:
إن الحديث عن فرع من فروع الفقه الإسلامي يبدو للوهلة الأولى
أمرا غير ذي بال؛ لكن القارئ الكريم إذا تمهل قليلا
وسمح لنفسه أن يطالع فصول
هذه ـ القضية الفقهية ـ التي سنعرض لملابساتها
على صفحات هذا المنتدى؛
فلا شك أن مكانة هذه المسألة ـ داخل
إطار التشريع الإسلامي ـ ستظهر في نفسه جلية كطالعة الشمس
في واضحة النهار؛ وسيجزم و دون تردد بأن الأمر
أجدر بالبحث و التنقيب مما كان يتوقعه في السابق.
ما هو رأي المذاهب... في المسألة :
و قبل الخوض في آراء المذاهب المعتبرة عند المسلمين لا بد وأن نشير
إلى أن الإلتزم بما فيها من أراء ـ أي المذاهب ـ لا بد
و أن يكون موافقا لما جاء به كتاب الله
تعالى وسنة نبيه المصطفى صلوات ربي عليه و على آله الطيبين الطاهرين؛
قد يستغرب البعض من هذا الكلام ويقول كيف تقولن ذلك ؟
و هل توجد فعلا بعض الأمور في هذه المذاهب
مخالفة لما جاء به الكتاب و السنة ؟
أقول نعم ولكن الناس كما قال الإمام الشوكاني :
لا يعملون بشيء مما في الكتاب و السنة
بل لا شريعة لهم إلا ما تقررفي ـ هذه ـ المذاهب...
حتى أنه قال في موضع آخر من رسالته الفريدة
المسماة< القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد> ما نصه :
وكأن هذه الشريعة التي بين أظهرنا
من كتاب الله وسنة رسوله
قد صارت منسوخة ، والناسخ لها ما ابتدعوه من
التقليد في دين الله.
ولنعد للموضوع فنقول بأن خلاصة ما ذهب إليه أئمة المذاهب هو كالآتي :
الإمامية : يقولون بوجوب المسحالمذاهب الأربعة : تقول بوجوب الغسلمحمد ابن جرير الطبري : يقول بالتخيير بين الغسل و المسحداود بن علي الظاهري و الناصر للحق من الزيدية :يقولون بالجمع بين الغسل والمسح
هذه هي آراؤهم حول مسألة الأرجل في الوضوء أردنا أن نذكرها مجردةعن أدلتها التفصيلية لتجتمع في ذهن القارئ بشكل مرتب ثم نعرج بعد ذلكعلى حجة كل مذهب سواء المندثر منها أو الباقيلنتعرف على قوة و ضعف كل منها.و معيارنا في القوة و الضعف هو القرب من الكتاب و السنة أو الإبتعاد عنهما؛و عن قواعد الإستنباط المتعارف عليها عند سائر أئمة المذاهب .و ملاحظة أخيرة و هي أننا سنناقش كل مذهب في هذه المسألة على ضوء الأصول المعتمدةلديه ، والتي هي من باب المسلمات لدى أتباعه.يتــا بـــــــع