هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المنتدى العالمي للسادة الأشراف الشاذلية المشيشية
المنتدى الرسمي العالمي للسادة الاشراف أهل الطريقة الشاذلية المشيشية - التي شيخها المولى التاج المقدس العميد الاكبر للسادة الاشراف أهل البيت مولانا السيد الإمام نور الهدى الإبراهيمي الاندلسي الشاذلي قدس الله سره
عدد الرسائل : 235 Localisation : المغرب تاريخ التسجيل : 14/03/2009
موضوع: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام الخميس 13 أغسطس 2009 - 9:43
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد و على آله
طريق المعرفة بين صدر المتألهين و السادة الشاذلية الكرام
ـ مقال يبحث في الصلة القائمة بين المنهجين ـ تمهيد
لا شك أن النفوس إذا هزها الشوق إلى درك الحقائق، طلبت ما يرشدها إلى تلك الطرائق، فكان أول سؤال يتبادر إليها و يلح عليها، ويناديها من جانب طورها، بلسان عربي مبين: أين الطريق الموصل من بين كل هذه المسالك ؟ و القوم في الجواب على هذا السؤال على فرقتين، أو إذا شئت فقل: حكمهم فيه على ضربين، أو قل سبيلهم فيه على طريقتين:
أولا: طريقة العرفاء … أو الصوفية أرباب التحقيق و الكمال
ولهم في هذا الشأن فنون ومسالك، أهمها ما سنوافيك ببيانه.
طريقة الإشراق:
و تسمى أيضا طريقة الجلاء و التصفية؛ لأنها مبنية على تصفية القلوب من الرذائل؛ فإذا تخلت من الأغيار و الأكدار أشرقت عليها مطالع الأنوار و لاحت في سمائها شموس المعارف و الأسرار.
و هذه طريقة الإشراق ـــــــ كانت وتبقى ما الوجود باقي
طريقة البرهان:
و حاصل هذه الطريقة أنها اشترطت تحصيل العلم الظاهر أولا؛ لأنه مفتاح العلم الباطن.
و شرطوا العلوم في اصطلاحه ــــــ إذ لا غنى للباب عن مفتاحه فليس للطامع فيه مطمع ـــــــــــــــــــــ ما لم تكن فيه علوم أربع و هي علوم الذات والصفات ـــــــــــــ و الفقه والحديث و الحالات و هذه طريقة البرهان ــــــــــــــــــــــــــــ وهي لكل حازم يقظان
طريقة الكمال …. أو قل طريقة الإرشاد:
و هذه الطريقة هي طريقة السادة الشاذلية الكرام، فمن تأمل هذه الطريقة وجدها جمعت بين الطريقين، طريق الإشراق وطريق البرهان، لأن أشيخها الكمل ـ رضي الله تعالى عنهم ـ يدلون أولا على إتقان الشريعة و الفناء في العمل بها ثم على إتقان الطريقة، ثم يدلونهم عل الحقيقة.
قال سيدي أحمد بن عجيببة ـ نفعنا الله بعلومه ـ في فتوحاته الإلهية : ( كنت إذا لقنت أحدا الورد علمته ما يلزمه من إتقان الصلاة ، و إذا كان أميا علمته ما يلزمه من عقائد التوحيد إجمالا. ـ إلى أن قال رضي الله عنه: ـ وأصحابنا كلهم و الحمد لله على بصيرة في دينهم مع ما زادهم الله من التنوير و الأذواق، و هي طريق الإرشاد؛ فأصغرهم يناظر نجباء طلبة العلم الظاهر حسبما استقريناه من أحوالهم و ما اطلعنا عليهم من أسرارهم والحمد لله رب العالمين.) انتهى كلامه رضي الله تعالى عنه. ثانيا: طريقة الحكماء… أو الفلاسفة المحققين. و هم أيضا في هذا الباب على مناهج و مشارب مختلفة؛ وهي كالتالي حسب ترتيبها الزماني:
الإشراقي و قوله في المسألة:
و غاية الإشراقي تتلخص في اعتماده عل تهذيب النفس و إعدادها لتلقي الحقائق من عالم الغيب. و هو مذهب أفلاطون و من تبعه من الإشراقيين. و هو كما ترى يناسب ما ذهب إليه أصحاب الإشراق من أرباب التصوف.
المشائي و رأيه في القضية :
سلك المشائي في طريق المعرفة مسلك الإعتماد على البرهان و الحس، و أعطى لكل واحد منهما حقه. و عل رأس المشائين يتربع أرسطو طاليس ومن تبعه من الفلاسفة الإسلاميين، أمثال الشيخ الرئيس. و هذا المسلك الأخير فيه نوع من الشبه بطريقة البرهان التي ذكرناها سابقا. و هذا لا ينفي وجود فوارق جذرية بين المسلكين. صدر المتألهين ….و طريق المعرفة:
أحدث هذا المسلك رجل العلم والفضيلة، سيد نوابغ العالم وأُسوة الحكماء والمتكلمين، محمد بنإبراهيم الشيرازي المشتهر بصدر الدين، وصدر المتألهين. فقد أسس أساساً حديثاً، ورسم قواعد لم يسبق إليهاأحد، وأتى بأفكار أبكار لم يقف على مغزاها إلاّ ثلّة قليلة من بغاة العلم والفلسفة، فهو المبتكر الوحيد في إبداع أُصول لم تُعهد، وتفريع فروع لم تسمع، وإحداث طريق للبحث والتحليل لميشاهد.
فكانت طريقته جامعة لشتات الإشراقيين والمشائين، ومن أراد أن يعرف ذلك بشيء من التفصيل فليرجع إلى مقدمته التي افتتح بها كتابه الضخم ـ الأسفار ـ الذي ألفه في فن الحكمة العالية. و المتأمل لطريقته هذه يجد نوعا من المماثلة بينها و بين ما ارتضاه السادة الشاذلية الكرام فيما يرجع إلى طريق السلوك و العرفان.
خلاصة و استنتاج:
قد لاحظ القارئ الكريم ذلك التماثل الهندسي الحاصل بين طريقة العرفاء و بين سبيل و منهج الحكماء ؛ و الباحث المنصف لا يسعه في هذا الباب إلا أن يتلو على نفسه قوله تعالى :{ قد علم كل أناس مشربهم }؛ و قوله تعالى { كل قد علم صلاته وتسبيحه }.
يبقى فقط الإشارة إلى أن السادة الشاذلية رضوان الله عليهم؛ قدسبقوا في هذا المجال صدر المتألهين ـ قدس سره ـ ؛ و خاضوا في لجج هذا البحر قبل أن يخوض. و هذا مما يحسب لهذه الطريقة العالمية؛ و مما يضاف إلى سجل مفاخرها.
المصادر و المراجع :
1 ـ الفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية للعارف بالله سيدي أحمد بن محمد بن عجيبة الحسني رضي الله تعالى عنه. ج1 ص 125. دار المعرفة بيروت لبنان. 2 ـ محاضرات الأُستاذ الشيخ جعفر السبحاني المدخل إلى العلموالفلسفة والإلهيات نظريةالمعرفة بقلم الشيخ حسن محمد مكي العاملي ص 86 ـ 87.
تم بحمد الله و توفيقه و السلام.
بسمة امل
عدد الرسائل : 283 تاريخ التسجيل : 09/01/2009
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام الجمعة 14 أغسطس 2009 - 16:57
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين وعلى اله الطيبين الطاهرين
كل الشكر والتقدير
اليك اخي الكريم عابر سبيل على المجهود الطيب
بارك الله فيك
موفق ان شاء الله
فى حفظ الرحمن اخى الكريم
عابر سبيل
عدد الرسائل : 235 Localisation : المغرب تاريخ التسجيل : 14/03/2009
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام السبت 15 أغسطس 2009 - 9:14
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد و على آله
فالسلام عليكم أختي بسمة أمل و رحمة الله تعالى و بركاته
مشكورة أختي على هذا الرد .
خواجة
عدد الرسائل : 386 Localisation : morrocco تاريخ التسجيل : 31/05/2007
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام الأحد 16 أغسطس 2009 - 9:23
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله
مشكور أخي على هذا الموضوع، ولكني أحب أن تكمل الموضوع بذكر أمثلة لهذا التقارب بين صدر المتألهين قدس سره في كتابه الأسفار ومسلك السادة الشاذلية عليهم السلام
في انتظار المزيد
عابر سبيل
عدد الرسائل : 235 Localisation : المغرب تاريخ التسجيل : 14/03/2009
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام الإثنين 17 أغسطس 2009 - 8:53
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد و على آله
قريبا إن شاء الله
في القريب العاجل بإذن الله تعالى سأحاول ذكر بعض الأمثلة التي تبرز هذا التقارب بين صدر المتألهين و بين مسلك السادة الشاذلية عليهم السلام؛ و ذلك من خلاك كتاب الأسفار.
اعتراف بالجميل
شكرا لك سيدي على هذا التوجيه الذي فتح أمامي باب الإطلاع على الآراء الحكمية المبثوثة في هذه الأسفار الأربعة الغنية عن كل تعريف.
خواجة
عدد الرسائل : 386 Localisation : morrocco تاريخ التسجيل : 31/05/2007
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام الإثنين 17 أغسطس 2009 - 15:32
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله
شكــرا سيدي وأنا فانتظار الموضوع
عابر سبيل
عدد الرسائل : 235 Localisation : المغرب تاريخ التسجيل : 14/03/2009
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام الثلاثاء 18 أغسطس 2009 - 5:45
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد و على آله
الأسفار الأربعة و أمثلة التقارب بين صدر المتألهين و السادة الشاذلية عليهم سلام الله
يقول صدر المتألهين في مقدمة كتابه الجليل الأسفارالعقلية الأربعة في معرض حديثه عن طريقته التي سلكها في تأليف هذه المنظومة الحكمية المتعالية؛ ما يلي :
{لقد صادفت أصدافا علمية في بحر الحكمة الزاخرة، مدعمة بدعائم البراهين الباهرة، مشحونة بدرر من نكات فاخرة، مكنونة فيها لآلىء دقائق زاهرة، و كنت برهة من الزمان أجيل رأيي، وأردد قداحي و أؤامر نفسي و أنازع سري؛ حدبا على أهل الطلب ،و من له في تحقيق الحق أرب؛ في أن أشق تلك الأصداف السمينة، و أستخرج منها دررها الثمينة، و أروق بمصفاة الفكر صفاها من كدرها، و أنخل بمنخل الطبيعة لبابها عن قشورها، و أصنف كتابا جامعا لشتات ما وجدته في كتب الأقدمين، مشتملا على خلاصة أقوال المشائين؛ و نقاوة أذواق أهل الإشراق من الحكماء الرواقيين، مع زوائد لم توجد في كتب أهل الفن من حكماء الأعصار، و فرائد لم يجُد بها طبع أحد من علماء الأدوار، و لم يسمح بمثله دورات السماوات، و لم يشاهد شبهه في عالم الحركات}. ـ ص3 الأسفارج1.
ثم قال ـ قدس سره الشريف ـ بعد كلام ذكر فيه أحوال أهل زمانه و ما هم عليه من الفساد و المعادة لأهل الحق : { فأمسكت عناني عن الاشتغال بالناس و مخالطتهم و آيست عن مرافقتهم و مؤانستهم و سهلت علي معاداة الدوران و معاندة أبناء الزمان و خلصت عن إنكارهم و إقرارهم و تساوى عندي إعزازهم و إضرارهم فتوجهت توجها غريزيا نحو مسبب الأسباب و تضرعت تضرعا جبليا إلى مسهل الأمور الصعاب فلما بقيت على هذا الحال من الاستتار و الإنزواء و الخمول و الاعتزال زمانا مديدا و أمدا بعيدا اشتعلت نفسي لطول المجاهدات اشتعالا نوريا و التهب قلبي لكثرة الرياضات التهابا قويا ففاضت عليها أنوار الملكوت و حلت بها خبايا الجبروت و لحقتها الأضواء الأحدية و تداركتها الألطاف الإلهية فاطلعتُ على أسرار لم أكن أطلع عليها إلى الآن و انكشفت لي رموز لم تكن منكشفة هذا الانكشاف من البرهان بل كل ما علمته من قبل بالبرهان عاينته مع زوائد بالشهود و العيان من الأسرار الإلهية و الحقائق الربانية و الودائع اللاهوتية و الخبايا الصمدانية فاستروح العقل من أنوار الحق بكرة و عشيا و قرب بها منه و خلص إليه نجيا فركا بظاهر جوارحه فإذا هو ماء ثجاج و زوى بباطن تعقلاته للطالبين فإذا هو بحر مواج أودية الفهوم سالت من فيضه بقدرها و جداول العقول فاضت من رشحه بنهرها فأبرزت الأوادي على سواحل الأسماع جواهر ثاقبة و دررا و أنبتت الجداول على الشواطي زواهر ناضرة و ثمرا.} ـ ص 8 الأسفار ج1.
إلى أن قال ـ قدس سره الشريف ـ في و صفه لهذا السّـفر الجليل: { قد اندمجت فيه العلوم التألهية في الحكمة البحثية، و تدرعت فيه الحقائق الكشفية بالبيانات التعليمية، و تسربلت الأسرار الربانية بالعبارات المأنوسة للطباع، و استعملت المعاني الغامضة في الألفاظ القريبة من الأسماع، فالبراهين تتبختر اتضاحا، و شبه الجاهلين للحق تتضاءل افتضاحا...} ـ ص 9 الأسفار ج 1.
ثم قال ـ قدس سره الشريف ـ في موضع آخر من مقدمته : { و قد أشرت في رموزه إلى كنوز من الحقائق لا يهتدي إلى معناها إلا من عنى نفسه بالمجاهدات العقلية حتى يعرف المطالب و نبهت في فصوله إلى أصول لا يطلع على مغزاهاإلا من أتعب بدنه في الرياضات الدينية لكيلا يذوق المشرب و قد صنفته لإخواني في الدين و رفقائي في طريق الكشف و اليقين.} ـ ص10 الأسفارج1.
طريق العرفان عند صدر المتألهين: يقول صدر المتألهين : { ـ اعلم ـ أن معرفة الله تعالى و علم المعاد و علم طريق الآخرة ليس المراد بها الاعتقاد الذي تلقاه العامي أو الفقيه وراثة و تلقفا فإن المشغوف بالتقليد و المجمود على الصورة لم ينفتح له طريق الحقائق كما ينفتح للكرام الإلهيين و لا يتمثل له ما ينكشف للعارفين المستصغرين لعالم الصورة و اللذات المحسوسة من معرفة خلاق الخلائق و حقيقة الحقائق و لا ما هو طريق تحرير الكلام و المجادلة في تحسين المرام كما هو عادة المتكلم و ليس أيضا هو مجرد البحث البحت كما هو دأب أهل النظر و غاية أصحاب المباحثة و الفكر فإن جميعها ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ بل ذلك نوع يقين هو ثمرة نور يقذف في قلب المؤمن بسبب اتصاله بعالم القدس و الطهارة و خلوصه بالمجاهدة عن الجهل و الأخلاق الذميمة و حب الرئاسة و الإخلاد إلى الأرض و الركون إلى زخارف الأجساد و إني لأستغفر الله كثيرا مما ضيعت شطرا من عمري في تتبع آراء المتفلسفة و المجادلين من أهل الكلام و تدقيقاتهم و تعلم جربزتهم في القول و تفننهم في البحث حتى تبين لي آخر الأمر بنور الإيمان و تأييد الله المنان أن قياسهم عقيم و صراطهم غير مستقيم فألقينا زمام أمرنا إليه و إلى رسوله النذير المنذر فكل ما بلغنا منه آمنا به و صدقناه و لم نحتل أن نخيل له وجها عقليا و مسلكا بحثيا بل اقتدينا بهداه و انتهينا بنهيه امتثالا لقوله تعالى ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا حتى فتح الله على قلبنا ما فتح فأفلح ببركة متابعته و أنجح.} ـ ص 11 وما بعدها الأسفار ج1 .
هذه بعض المواضع التي أشار فيها سيدي صدر المتألهين ـ قدس سره الشريف ـ إلى النهج الذي ارتضاه في السلوك و العرفان ؛ و هو في مجمله من قبيل ما ذهب إليه السادة الشاذلية الأبرار سلام الله عليهم ؛ خصوصا فيما يرجع إلى الجمع بين الإستدلال البرهاني و السلوك الإيماني العرفاني.
في أصالة هذا المنهج :
و نختم بكلام نفيس لسيدي عبد العزيز الدباغ ـ رضي الله تعالى عنه ـ في كتابه الإبريز: طريقة الشكر هي الأصلية و هي التي كانت عليها قلوب الأنبياء و الأصفياء من الصحابة... انتهى كلامه رضي الله تعالى عنه. فانظر أخي القارئ الكريم إلى جلالة هذا المنهج الذي ارتضاه الفريقان و أجمعت عليه قلوب الطائفتين. من أرباب الحكمة و العرفان.
خواجة
عدد الرسائل : 386 Localisation : morrocco تاريخ التسجيل : 31/05/2007
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام الثلاثاء 18 أغسطس 2009 - 6:44
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله
من حيث شكل الكتابة فهي قريبة من شكل كتابة السادة الشاذلية الذاتيون عليهم السلام، بل ربما الفرق لا يعدو خصوصية كل ولي من حيث ذاته، فنسمات الأقحوان والياسمين ......... كلها من رياض الجبروت الذي هو بفيض أنوارهم متدفقة، أما وصفه قدس سره للفتح والفيض والكشف الذي حصل له، فلعمري هو تماثل لما يقوله السادة عليهم السلام
خواجة
عدد الرسائل : 386 Localisation : morrocco تاريخ التسجيل : 31/05/2007
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام الثلاثاء 18 أغسطس 2009 - 13:11
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله
سدي عابر سبيل أرجو أن تقارن قضية الفلسفة المتعالية التي طرحها الشيخ قدس سره، بطريقتني فهناك تقارب كبير أرجو أن تفصل لنا فيه
عابر سبيل
عدد الرسائل : 235 Localisation : المغرب تاريخ التسجيل : 14/03/2009
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام الأربعاء 19 أغسطس 2009 - 9:30
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد و على آله
سأحاول بإذن الله تعالى تفصيل القول فيما يرجع إلى أوجه التقابل بين المدرستين؛ فالأمر كما قلت يا سيدي نابع من مشكاة واحدة ؛ فنسمات الأقحوان و الياسمين كلها من رياض الجبروت متدفقة.
شكرا لك سيدي على هذه الإشارة اللطيفة التي تعكس أنوار التقارب و المشاكلة بين المشربين .
عابر سبيل
عدد الرسائل : 235 Localisation : المغرب تاريخ التسجيل : 14/03/2009
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام الخميس 20 أغسطس 2009 - 4:59
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله
الكثرة و الوحدة و مراتب الفناء عند كل من العرفاء و الحكماء
ـ مقال في أوجه التلاقي بين الطريقة الشاذلية المشيشية وبين مدرسة الحكمة المتعالية ـ
دعاء ....و مناجات
إلهي هب لي كمال الإنقطاع إليك، و أنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة و تصير أرواحنا معلقة بعز قدسك.
هذه أنوار ملكوتية أفاض بها لسان الولاية الخالد أمير المؤمنين علي عليه السلام في مناجاته الشعبانية. أردنا التبرك بها في مفتتح هذه القضية.
مفاتيح الجنان، المناجاة الشعبانية : ص 218
تمــــهـــيــد
لقد حاول الحكيم الإلهي صدرالمتألهين ـ قدس سره الشريف ـ في كتابه ـ الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة ـ ترتيب الأبحاث الحكمية النظرية ـ أي الفلسفية ـ وفق مراحل السير السلوكي و الأسفار العملية للعرفاء و الأولياء.
وقد تكفل الكتاب ببيان السّفر العلمي الذي يمر بأربع مراحل في قبال السّفرالعملي الذي يمر بأربعة أسفار أيضا.
و عليه فإن السير العلمي الذي اختص به الحكماء ، و السير العملي الذي اختص به العرفاء حاولت مدرسة الحكمة المتعالية الجمع بينهما من خلال اعتمادها العقل والنقل و الشهود في مقام الوصول إلى أسّ الحقائق ؛ و في مقام إيصالها إلى الآخرين أيضا.
ولردم تلك الفجوة الواقعة بين الحكماء و العرفاء قام صدر المتألهين بتقريب المباني، و ذلك من خلال نظرية التشكيك الخاصي؛ الذي يكون ما به الإمتياز عين ما به الإشتراك و الذي يعني أن الوجود حقيقة واحدة و لكنها ذات مراتب فلا تكون الوحدة حاجبة و مانعة عن الكثرة ولا الكثرة حاجبة ومانعة عن الوحدة.
فلا تنافي بينهما لأنهما يشتركان و يتمايزان بنفس الحقيقة الواحدة وهي حقيقة الوجود؛ التي هي المركز الذي تدور حوله فلسفة الحكمة المتعالية.
في هذه الرحلة سنحاول سبر هذه الحقيقة مع بيان ارتباطها بالأسس الفكرية و الذوقية لدى الطريقة الشاذلية المشيشية.
عابر سبيل
عدد الرسائل : 235 Localisation : المغرب تاريخ التسجيل : 14/03/2009
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام الخميس 20 أغسطس 2009 - 5:11
معنى الأسفار الأربعة ... عند صدر المتألهين
فالأسفار الأربعة ـ بإيجازـ تعني : السفر في درجات و سلم الوجود ، حيث السير من مرحلة إلى مرحلة أخرى أكمل من الأولى،ومنها إلى مرحلة أخرى، و هكذا حتى يصل العبد السالك إلى غايته المنشودة، أعني الحق سبحانه و تعالى، فهو غاية الغايات، و منتهى كل غاية ، على حد تعبير الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.
حقيقة السفر الأول الإنشغال التام بالوحدة وعدم الإلتفات إلى الكثرة
السفر الأول : من الخلق إلى الحق
و هو نوعان :
النو ع الأول : السفر العملي
و الإنسان في هذا السفر يسير باتجاه التخلص من أنانيته وإنيته، ومادام هو في دائرة و حدود هذا السفر فإن للأنانية صوتا و للذات قدما في مركز النفس. و الحاكم في هذه النشأة هو الكثرة لا الوحدة ، ولذا تجد السالك في هذا السفرالأول محجوبا عن الوحدة، وهذا الحجاب ناشئ من الكثرة.
بعبارة أخرى: إن الوحدة محجوبة عن السالك بالكثرة، أو أنه محجوب بعالم المادة عن الوحدة، و لذلك فهو في هذا السفر الأول يبدأ تنقله من عالم الكثرة إلى عالم الوحدة.
و بعبارة فلسفية: إنه ينتقل من المعلول إلى العلة و هذا هو معنى السفر من الخلق إلى الحق.
و لا شك في أن الوحدة في مبدإ هذا السفر كانت محتجبة بالكثرة لكن في خاتمة هذا السفر لا بد وأن تصير الوحدة حاجبة للكثرة.
النوع الثاني : السفر العلمي أو النظري
و خلاصة السفر الأول النظري أو العلمي الصوري هو البحث في مواضيع الأمور العامة ـ أي الإلهيات ـ و التي تمثل عالم الكثرة حيث توصل الباحث فيها نظرا وعقلا إلى الوحدة.
رفع الإشتباه ...عن معنى الإحتجاب
و المراد بالإحتجاب هنا هو عدم رؤية عالم الكثرة، لا أنه عدم لعالم الكثرة. بعبارة أخرى : هو عدم الإلتفات إلى الكثرة والإنشغال التام بالوحدة.
و من الواضح أن عدم الإلتفات إلى الشيء لا يعني انعدامه في الخارج .
وهذا المعنى حاصل، ولنا شاهد قرآني على حصوله مع كون الفعل المرافق له موجبا للألم الشديد و هو قوله تعالى : { فلما رأينه أكبرنه وقطعن ايديهن} فالنسوة مع كونهن أضعف الناس إلا أنهن لم يجدن ألم القطع عند اللقاء بل صحن بدهشة { ماهذا بشرا}و قلن بوجد {إن هذا إلا ملك كريم}.
و هنا يعلق صاحب الرسالة القشيرية قائلا: { فهذا تغافل مخلوق عن أحواله عند لقاء مخلوق، فما ظنك بمن تكاشف بشهود الحق سبحانه.}اهـ و عليه فعدم الإلتفات أمر ممكن، بل واقع،بل كثير.
وهذا المعنى للإحتجاب هو نفسه معنى الفناء ـ عند القوم ـ و هذه هي وحدة الشهود ؛ حيث لا يرى السالك غير محبوبه و مقصوده؛ و يبقى عليه فيما بعد أن يرى بعينه الأخرى أن الوحدة كامنة في الكثرة و الكثرة مكنونة في الوحدة؛ وذلك عندما يصير الساك في وجوده حقانيا و وليا من أولياء الله تعالى .
عدل سابقا من قبل عابر سبيل في الخميس 20 أغسطس 2009 - 6:03 عدل 2 مرات
عابر سبيل
عدد الرسائل : 235 Localisation : المغرب تاريخ التسجيل : 14/03/2009
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام الخميس 20 أغسطس 2009 - 5:23
مراتب... الفناء
وهنا يحسن بنا الرجوع إلى معنى الفناء لبيان مراتبه ؛ و هي منحصرة في ثلاثة مراتب :
المرتبة الأولى : الفناء عن التعلقات النفسية.
و هو المعبر عنه بالفناء الأفعالي؛ حيث يغيب فيها السالك عن أفعاله و لا يرها صادرة إلا عن الله تعالى فليس للأنا فعل يذكر، ولذا فهي تترقق شيئا فشيئا {وما تشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين}؛ وعندئذ لا تبقى للعبد الفاني هذا مشيئة ، و إنما هي مشيئة الله تعالى فقط. و بهذا الفناء يصل العبد إلى التوحيد الأفعالي.
المرتبة الثانية : الفناء عن التعلقات القلبية.
و هو المعبر عنه بالفناء الصفاتي ؛ حيث يفنى العبد عن صفاته و خصائصه و أخلاقه، بمعنى عدم الإلتفات إليها لا بمعنا انعدامها؛ وبهذا الفناء الصفاتي يصل العبد الفاني هذا إلى التوحيد الصفاتي.
المرتبة الثالثة : الفناء عن الذات
و هو الأرقى و المسمى أيضا بالفناء الذاتي و به يصل العبد إلى التوحيد الذاتي، و عدم الإلتفات إلى نفس الذات فضلا عن أفعالها و صفاتها، وبذلك لا يرى العبد غير الله تعالى، وإنه مجرد مملوك لا يناسبه حتى قوله ـ أنا ـ فضلا عن الشعور بها، فيصل به المطاف إلى أن يكون الإلتفات إلى نفسه و ذاته ذنبا لا يقاس به ذنب آخر، و ذلك راجع إلى أن حجاب الإنية هو أكثف الحجب و أعقدها ؛ حيث يحتجب القطر عن البحر.
فيغيب وجود السالك الظلي في وجود الحق سبحانه من خلال المعاينة و الشهود؛ولسان حاله هو: وجودي أن أغيب عن الوجود ـــــ بما يبدو علي من الشهود
فهذه المراتب الثلاث هي التي تحدث عنها السيد الطباطبائي ـ رحمه الله تعالى ـ أحد كبار شراح الفلسفة المتعالية ؛ قال ـ قدس سره ـ :
فأول ما يفنى منهم الأفعال، وأقل ذلك على ماذكره بعض العلماء ستة : الموت و الحياة والمرض والصحة والفقر و الغنى فيشاهدون ذلك من الحق سبحانه في أفعالهم، فكأن فعلهم فعله سبحانه ... ثم يفنى منهم الأوصاف؛ وأصولها ـ على ما يظهر من أخبارأهل البيت عليهم السلام ـ خمسة : الحياة والعلم والقدرة و السمع و البص ، وقام الحق سبحانه في ذلك مقامهم ... ثم يفني الذات و ينمحي الإسم و الرسم، و يقوم الحق سبحانه مقامهم . اهـ
عدل سابقا من قبل عابر سبيل في الخميس 20 أغسطس 2009 - 6:13 عدل 2 مرات
عابر سبيل
عدد الرسائل : 235 Localisation : المغرب تاريخ التسجيل : 14/03/2009
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام الخميس 20 أغسطس 2009 - 5:30
خلاصة و استنتاج
لقد ذكر العلامة أبو علي الحسـن بن محمد بن قاسم الكوهن الفاسي المغربي ـ المتوفى سنة 1347ـ في كتابه جامع الكرامات العلية في طبقات السادة الشاذلية؛ خمسة وعشرين وجها من الوجوه التي فضلت به الطريقة الشاذلية غيرها من الطرق والذي يهمنا في هذا المقام هما الوجهان الرابع عشر و السادس عشر؛ و إليك بيان هذين الوجهين:
قال رضي الله تعالى عنه في الوجه الرابع عشر :
أنهم ـ أي السادة الشاذلية الكرام ـ جامعون بين الشريعة والحقيقة ، ظواهرهم معمورة بالمتابعة في الماضي والآتي، وبواطنهم مستنيرة بمشاهدة أنوار الذات ، وأنهم لا يحجبون بجمع ولا فرق ، يعطون كل ذي حق حقه ، ويوفون كل ذي قسط قسطه، وهذه حالة كمل العارفين رضي الله عنهم، وجعلنا منهم آمين .
و معنى قوله ـ رضي الله تعالى عنه ـ :
أنهم لايحجبون بجمع ولا فرق و أنهم يعطون كل ذي حق حقه و يوفون كل ذي قسط قسطه؛ معنى ذلك أنهم لا تحجبهم الكثرة عن الوحدة و لا الوحدة عن الكثرة ؛ و هو ما عبرنا عنه أعلاه في فلسفة صدر المتألهين بنظرية التشكيك الخاصي فلا تنافي بين الوحدة و الكثرة لأنهما يشتركان و يتمايزان بنفس الحقيقة الواحدة وهي حقيقة الوجود. فانظر أخي إلى تمام التلاقي بين البحرين؛ أعني مدرسة الحكمة المتعالية و طريقة السادة الشاذلية.
أما الوجه السادس عشر فقد ذكر فيه رضي الله عنه :
أن إمامها ـ أي الطريقة الشاذلية ـ الأكبر سيدي أبا الحسن الشاذلي رضي الله عنه كان هيكلا ذاتيا ولطيفة ربانيا , وأنه وكذا جميع من اتصل بسند طريقه إلى قيام الساعة كلهم ذاتيون, و أنه لا تطلق هذه النسبة على غيرهم من أرباب الأحوال المجاذيب وأهل الشطحات ولو ظهرت منهم الخوارق بكثرة , فإنهم من عامة الأولياء الصفاتيين لا من خواصهم الذاتيين؛ وبيّن معنى الذاتيين و الصفاتيين بما يسر البال , فراجعه تحظ بكل نوال و تطرب في الحال و المآل .
ومعنى كلامه ـ رضي الله تعالى عنه ـ :
ـ أن جميع من اتصل بسند طريقه إلى قيام الساعة كلهم ذاتيون ـ ؛ معناه أنهم ـ أي السادة الشاذلية الكرام ـ واصلون بإذن الله تعالى إلى المرتبة الثالثة في الفناء التي مر ذكرها آنفا ـ حينما تحدثنا عن معنى الفناء عند مدرسة الحكمة المتعالية ـ ؛ و هي مرتبة الفناء في الذات أو مايعبر عنه في اصطلاح الحكماء بالتوحيد الذاتي.
ها قد وصلنا إلى نهاية السفر الأول من الأسفار الأربعة... و يليه السفر الثاني .. و منطلقه من الحق... وغايته ومنتهاه إلى الحق.. كل ذلك بالحق.
عدل سابقا من قبل عابر سبيل في الخميس 20 أغسطس 2009 - 6:20 عدل 3 مرات
عابر سبيل
عدد الرسائل : 235 Localisation : المغرب تاريخ التسجيل : 14/03/2009
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام الخميس 20 أغسطس 2009 - 5:45
المصادر و المراجع
1ـ مو قع : shadilia.wordpress.com عن مقال :مزايا وخصائص الطريقة الشاذلية المشيشية المباركة حفظها الله السبت؛ كانون الأول 29 /2007
2 ـ كتاب : من الخلق إلى الحق من أبحاث السيد كمال الحيدري بقلم الشيخ طلال الحسن مؤسسة الإمام الجواد للفكر والثقافة. ـ مع شيء من التصرف ـ.
خواجة
عدد الرسائل : 386 Localisation : morrocco تاريخ التسجيل : 31/05/2007
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام الجمعة 21 أغسطس 2009 - 10:28
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله
جزاكم الله خيرا سيدي عابر سبيل على هذا الموضوع وأنا في انتظار المزيد منكم إن شاء الله
عابر سبيل
عدد الرسائل : 235 Localisation : المغرب تاريخ التسجيل : 14/03/2009
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام الجمعة 21 أغسطس 2009 - 16:53
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد و على آله
شكرا لك سيدي على هذا الرد ؛ وبإذن الله تعالى سأحاول متابعة المسير و قطع مراحل هذا الطريق.
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
عابر سبيل
عدد الرسائل : 235 Localisation : المغرب تاريخ التسجيل : 14/03/2009
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام السبت 22 أغسطس 2009 - 17:11
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله
ـ مسألة الوجود ـ القطب الذي دارت حوله مباحث الحكمة و العرفان
إشراقة ..... عرفانية
يا عجبا كيف يظهر الوجود في العدم أم كيف يثبت الحادث مع من له وصف القدم. ـ الحكم العطائية ـ
تمهــيد
قد توقفنا في المقال السابق عند السفرالأول من الأسفار الأربعة و لكن قبل أن نتم رحلة الأسفار الأربعة وننتقل إلى السفر الثاني لا بأس أن نشير إلى حقيقة الوجود وأساسها الذي تنبني عليه فلسفة الحكمة المتعالية ، وانعكاس هذه الحقيقة على المعالم الوجودية لدى المدرسة العرفانية.
يقول صدر المتألهين في معرض بيان حكمته المتعالية:
نحن بصدد بيان العلوم اللدنية وإثباتها بالبرهان ـ إن شاء الله ـ وحقيقة الحكمة إنما تنال بالعلم اللدني.
انطلاقا من هذا النص سنحاول بيان أن مقصد الفلسفة المتعالية وغايتها التي من أجلها ظهرت ؛ لا يتحقق إلا بالرجوع إلى ما تحويه صدور العرفاء و الأولياء من العلوم اللدنية و الأسرار القدسية.
غاية ....الحكمة الإلهية عند الحكماء المتألهين
غايتها هي معرفة الموجودات على وجه كلي، و تمييزها مما ليس بموجود حقيقي.
بيان ذلك :
لقد مست الحاجة بادئ ذي بدء ـ في هذا الفن الإلهي ـ إلى معرفة أحوال الوجود الخاصة به ؛ ليتميز بها ما هو موجود في الواقع مما ليس كذلك.
و من هنا فقد يحسب الإنسان ما ليس بموجود موجودا وبالعكس. لأجل هذا مست الحاجة إلى علم يتكفل لنا بتمييز الحقائق عن غيرها من الموجودات المتخيلة.
فكان تحقيق هذا الأمر موكولا إلى جهابذة الحكمة والعرفان.
الوجود بين الحكمة والعرفان
يرى الحكماء أن القطب الذي تدورحوله عجلة الحكمة الإلهية هو: الوجود و أحواله و خصائصه.
فإذا كان للوجود هذه المكانة العالية في مدرسة الحكمة المتعالية فماهي حقيقته عند ساداتنا الشاذلية.
يقول سيدي أحمد ابن عجيبة الحسني رضي الله تعالى عنه ونفعنا بعلومه:
فالعبد في حالة الحجاب يكون وجوده عنده ضروري ووجود الحق تعالى نظري فإذا عرف الحق سبحانه و فنى عن نفسه و تحقق بزوالها صارعنده وجود الحق ضروريا و وجود نفسه نظريا؛بل محال ضروري.
عابر سبيل
عدد الرسائل : 235 Localisation : المغرب تاريخ التسجيل : 14/03/2009
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام السبت 22 أغسطس 2009 - 17:26
مسألة الوجود عند سيدي أبي الحسن الشاذلي قدس سره الشريف
قال سيدي أبو الحسن الشاذلي ـ قدس سره الشريف ـ :
{ إنا لننظر إلى الله ببصر الإيمان و الإيقان؛ فأغنانا الله عن الدليل والبرهان، و إنا لا نرى أحدا من الخلق؛ فهل في الوجود أحد سوى الملك الحق؟ و إن كان و لابد فكالهباء في الهواء إن فتشتهم لم تجدهم شيئا}
انتهى كلامه رضي الله تعالى عنه وهو كلام نفيس لا يصدر إلا من أرباب الولاية و التحقيق.
و أهل هذا المقام يستدلون بالنور على وجود الستور ـ فلا يرون إلا النورـ وبالحق على وجود الخلق ، غابوا بشهود الحق عن رؤية الخلق إذ محال أن تشهده و تشهد معه سواه.
أما أهل الخدمة من أهل الحكمة فهم يستدلون بظهور الستور على وجود النور، و بالخلق على وجود الحق؛ غابو عنه في حال حضوره و حجبوا عنه بشدة ظهوره.
عابر سبيل
عدد الرسائل : 235 Localisation : المغرب تاريخ التسجيل : 14/03/2009
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام السبت 22 أغسطس 2009 - 17:33
مدخليـــة.... التكوين في خصوصية السفر الثاني
ـ من الحق إلى الحق بالحق ـ
هذا أوان الحديث عن السفر الثاني و الجدير بالذكر أن هذا السفر هو سفر السالك في الوحدة الحقة و العلة التامة و المؤثر الحقيقي ؛ و حيث إن الحق تعالى غير متناه فإن هذا السير فيه سوف يكون غير متناه و لو قضى السالك عمره فيه، و لذا يكون الأخذ و المظهرية بقدر همة السالك و جهده ورياضته و استعداده.
الفرق بين السفر الأول و الثاني
إن السالك في جميع مراتب السفر الأول كانت معرفته بالحق تعالى محدودة بحدوده ومتناهية، وكان مايعرفه عن اسماء و صفات الله تعالى معرفة بعيدة عن معاينتهاو التمظهر بها، و هذا بخلاف المعرفة الأسمائية و الصفاتية للحق في السفر الثاني ، فإن العبد السالك سوف يكون مظهرا لتلك الأسماء و الصفات ـ كلها أو جلها أو بعضها ـ بحسب همته و استعداده.
و هنا نلاحظ أن استعدادا السالك و طبيعته التكوينية تتدخل في تحديد خصوصية هذا السفر ـ أي الثاني ـ وللأشارة فإن السادة الشاذلية الكرام هم بفطرتهم التكوينية واصلون إلى هذه المقامات وآخذون فيها بالحض الأوفر من المعارف والأسرار.
انتهى بحمد الله و توفيقه.
عدل سابقا من قبل عابر سبيل في السبت 22 أغسطس 2009 - 17:52 عدل 1 مرات
عابر سبيل
عدد الرسائل : 235 Localisation : المغرب تاريخ التسجيل : 14/03/2009
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام السبت 22 أغسطس 2009 - 17:40
المصادر و المراجع :
1 ـ إيقاظ الهمم في شرح الحكم للعارف بالله سيدي أحمد ابن عجيبة نفعنا الله بعلومه دار المعرفة بيروت لبنان ـ مع شيء من التصرف ـ
2 ـ دروس في الحكمة المتعالية شرح كتاب بداية الحكمة للسيد كمال الحيدري مؤسسة الإمام الجواد للفكر و الثقافة. ـ مع شيء من التصرف ـ
3 ـ من الخلق إلى الحق مصدر سابق
[/center]
عابر سبيل
عدد الرسائل : 235 Localisation : المغرب تاريخ التسجيل : 14/03/2009
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام الأحد 23 أغسطس 2009 - 17:27
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد و على آله
للمزيد من الإطلاع كتاب الأسفار الأربعة يوجد على الرابط التالي :
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام الإثنين 24 أغسطس 2009 - 7:41
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين
اخي عابر سبيل ...مجهود قيم و موضوع قيم,بارك الله فيك وجزاك المولى خير الجزاء عنا...في حفظ الله و رعايته
والسلام عليكم والرحمة والبركة
عابر سبيل
عدد الرسائل : 235 Localisation : المغرب تاريخ التسجيل : 14/03/2009
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام الإثنين 24 أغسطس 2009 - 16:30
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد و على آله
شكرا لكي أختي على هذا الرد الجميل و شكرا لكي أيضا على ذلك المشهد الرائع.
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
محب الشاذلي
عدد الرسائل : 34 Localisation : المغرب تاريخ التسجيل : 23/04/2009
موضوع: رد: طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام الثلاثاء 25 أغسطس 2009 - 11:29
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله
جزاك الله خيرا اخي عابر سبيل على هذا البحث المشرق الذي حلقت بنا عاليا في سمائه وابحرت بنا في اعماق محيطه لنستنشق من نسماته الزكية الطيبة ونشرب من معينه الروي السائغ بغية ان ننال بذلك راحة وطمأنينة روحانية . سيدي ان هذا البحث فتح لنا ابوابا في معنى التربية والسلوك الروحي عند جميع الحكماء والعرفاء من العلماء والاولياء ، علما وتحصيلا للمسائل الحكمية ، وذوقا وشهودا للانوار العرفانية ، فكان في احدى شقيه يشبه كلام الفلاسفة والحكماء وفي شقه الاخر كلام اولياء الله تعالى ، واهم مسألة اثرتها في هذا الموضوع هي قضية الوجود وما يدار حولها من كلام ومعان واسرار ، وهو ما اشار اليه صدر المتألهين في اسفاره الاربعة في طريق السلوك الى الحق المطلق الله جل في علاه ، وهي على سبيل الاجمال : سفر من الخلق الى الحق برفع حجب الظلمانية وحجب النورانية العقلانية الى ان يصير روحانيا حقانيا ، وسفر من الحق الى الحق بالحق ليعلم الاسماء كلها وذلك من الكمالات العرفانية ، وسفر من الحق الى الخلق وفيه يكر السالك راجعاً الى الخلق، فيمكث في عالم الخلق، لكن عودته لا تعني انفصاله وانقطاعه عن ذات الحق، لأنه يراه مع كل المخلوقات وفيها، وسفر من الخلق الى الخلق بالحق يسعى السالك في هذا السفر لإرشاد الناس وتوجيههم في الوصول الى الحق. قال تعالى "سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق ". وحبذا اخي لو افردنا بحوثا على مستوى دراسة اصول وفروع المسائل العرفانية التوحيدية حتى تصبح سهلة من حيث المأخذ و الفهم لرواد هذا المنتدى المبارك فتترسخ في ارواحهم عقيدة القوم السادة الشاذلية رضوان الله عليهم و السلام .
طريق المعرفة... بين صدر المتألهين ؛ والسادة الشاذلية الكرام