بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
قال سيدي محي الدين في مقدمة كتابه شجرة الكون:
فإني نظرت إلى الكون وتكوينه... وإلى المكنون وتدوينه...
فرأيت الكون كله شجرة... وأصل نورها من حبة ـ كن ـ قد لقحت
كاف الكونية بلقاح حبة:- نحن خلقناكم - .. فانعقد من ذلك البزر ثمرة
- إنا كل شيء خلقناه بقدره - .. وظهر من هذا غصنان مختلفان أصلهما واحد..
وهو - الإرادة - وفرعها - القدرة - فظهر عن جوهر الكاف معنيان مختلفان ..
كاف الكمالية -اليوم أكملت لكم دينكم- .. وكاف الكفرية .. - فمنهم من آمن ومنهم من كفر -
وظهر جوهر النون - نون النكرة - نون المعرفة فلما أبرزهم من - كن - العدم.. على حكم مراد القدم
.. رش عليهم من نوره..
فأما من أصابه ذلك النور:
فقد حدق إلى تمثال شجرة الكون المستخرجة من حبة كن فلاح له سر كافها - كنتم خير أمة -.
انتهى كلامه رضي الله عنه،فانظر رعاك الله بعين المنة والعطية إلى هذه الفلسفة العالية الغالية.
فهي تختصر لك الكون كله في ما أسماه سيدي ابن عربي بشجرة الكون.