بسم الله الرحمن الرحيم
وصل الله على سيدنا
محمد وعلى آله وسلم النشأةولد سيدي أحمد بن محمد التجاني عام
1737 ميلادية الموافق 1150هجرية بقرية
عين ماضي مقر أسلافه المتأخرين
مرحلة الشباب تحصّل في مطلع شبابه على العلوم النقلية و العقلية ،
حتى أنه أفتى ودرّس وعمره لم يتجاوز 16 بعد .
بعد فقده لوالديه إثر توفيّهما بسبب تفشي وباء الطاعون
في المنطقة ، إزداد شوقه إلى الفرار إلى الله ،
ورغب في التقرب إليه ومعرفته .
في 18 من عمره صار مُدرّسا في قرية عين ماضي ،
والْتفّ حوله طلاّب العلم فأفاد وأجاد .
صحبته للقوم
وفي سنة 1758 م إرتحل إلى المغرب الأقصى قاصدا
أهل المعرفة و الصلاح . و بعد رجوعه استوطن بلدة
الأبيض سيدي الشيخ ، و مكث بها قرابة الخمس سنوات .
وبهذه البلدة زاوية الشيخ سيدي عبد القادر
بن محمد المعروف بسيدي الشيخ القطب الصديقي .
حجَّ إلى بيت الله الحرام وعمره 36 سنة لزيارة مثوى إمام
الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،
فانطلق سنة1773 م نحو تونس . إلتقى في طريقه
الولي الصالح أبي عبد الله محمد بن
عبد الرحمن الأزهري فأخذ عنه الطريقة الخلوتية .
و التقى في تونس بالشيخ الزاوي .
وصل إلى مكة في شوال 1187هـ - 1774م .
أخذ عن سيدي أحمد بن عبد الله الهندي ـ بواسطة ـ
علوما وأسرارا . وفي المدينة المنوّرة التقى
بالشيخ سيدي محمد بن عبد الكريم السّمان رضي الله عنه .
وعند عودته مَرّ بالقاهرة ( 5 ) على
الشيخ سيدي محمود الكردي رضي الله عنه .
وصل تلمسان عام 1774 م ، وفيها التقى
بتلميذه الشريف الحسني سيدي محمد بن المشري .
زار فاس سنة 1777 م ، والتقى حبيبه الأخص ،
أبا الحسن سيدي علي حرازم الفاسي الحسني .
الفتح الأكبر
فاجأ سيِّدَنا الفتحُ الأكبرُ وهو بقصر
أبي سمغون سنة 1196 هـ / 1782 م بالجنوب
الغربي الجزائري بعد أن عاد من توات . والفتح الأكبر هو
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة ، ومبَاشَرَةُ
الأخذِ عنه ، ومخاطبته ، وهو مقام عزيز
لا يناله كل أحد . قال صاحب الإحياء :
إعلم أن أرباب القلوب يكاشفون عن أسرار الملكوت ،
تارة على سبيل الإلهام بأنْ تخطر لهم على سبيل الورود من
حيث لا يعلمون ، وتارة على سبيل الرؤيا الصادقة ،
وتارة في اليقظة على سبيل كشف المعاني بمشاهدة
الأمثلة كما يكون في المنام ، وهذه أعلى الدرجات .
فإيّاك أن يكون حظك من إنكار ما جاوز قصورك ، ففيه هلك
من تورع عمن يزعم أنه أحاط بعلم المعقول و المنقول ،
و الجهل خيرٌ مِنْ علمٍ يدعو إلى إنكار مثل هذه
الأمور عل أولياء الله .
قال الشيخ سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه ،
مخبرا عن هذه الرؤية ، بأن سيد الوجود صلى ا
لله عليه وسلم صرّح له بأنه شيخه ومربّيه وكافله ،
وأنه لا مِنَّةَ لمخلوق عليه ، وأمَرَه بترك جميع
ما أخذه من مشايخ الطرق ، وقال له :
ألزِم هذه الطريقة من غير خلوة ولا اعتزال من
الخليقة حتى تصل مقامك الذي وُعِدْتَ به وأنت على
حالك من غير ضيق ، ولا حرج ، ولا كثرة مجاهدة .
انتقاله إلى الرفيق الأعلى
لبّى نداء خالقه يوم الخميس 17 شوال 1230 هـ
- 21 سبتمبر 1815 م . مخلّفا بعده ، وبإذن منه ،
خليفته الأعظم ، وصاحبه المقرّب ، مولانا سيدي
الحاج علي التماسيني رضي الله عنه ، تاركا له
رئاسة الطريقة ، موصيا إياه بأخذ ولديْه ،
سيدنا محمد الكبير وسيدنا محمد الصغير
( الحبيب ) ، إلى موطن الأسلاف
عين ماضي زادها الله إشعاعا .
و الحمد لله على إنعامه وأفضاله