المنتدى العالمي للسادة الأشراف الشاذلية المشيشية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المنتدى العالمي للسادة الأشراف الشاذلية المشيشية

المنتدى الرسمي العالمي للسادة الاشراف أهل الطريقة الشاذلية المشيشية - التي شيخها المولى التاج المقدس العميد الاكبر للسادة الاشراف أهل البيت مولانا السيد الإمام نور الهدى الإبراهيمي الاندلسي الشاذلي قدس الله سره
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 من ** كتاب مبادئ التصوف و هوادي التعرف **

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نورالدين آيت الحاج أحماد

نورالدين آيت الحاج أحماد


عدد الرسائل : 49
Localisation : فاس
تاريخ التسجيل : 17/01/2009

من  ** كتاب مبادئ التصوف و هوادي التعرف ** Empty
مُساهمةموضوع: من ** كتاب مبادئ التصوف و هوادي التعرف **   من  ** كتاب مبادئ التصوف و هوادي التعرف ** Icon_minitimeالأربعاء 25 فبراير 2009 - 7:57


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على سيدنا محمد و آله و سلم
نجلس في حضرة الشيخ العلوي قدس سره وهو يروينا من منحه القدوسية شارحا المرشد المعين بمعان ربانية.

ثم قال رضي الله عنه :


يَغُضُّ عَيْنَيْهِ عَنِ المَحَارِمْ يَكُفُّ سَمْعَهُ عَنِ المَئَاثِمْ


كَغَيْبَةٍ نَمِيمَةٍ زُورٍ كَذِبْ لِسَانُهُ أَحْرَى بِتَرْكِ مَا جُلِبْ


يَحْفَظُ بَطْنَهُ مِنَ الحَرَامِ يَتْرُكُ مَا شُبِّهَ بِاهْتِمَامِ


يحْفَظُ فَرْجَهُ وَيَتَّقِي الشَّهِيدْ فِي البَطْشِ وَ السَّعْيِ لِمَمْنُوعٍ يُرِيدْ


وَ يُوقِفُ الأُمُورَ حَتَّى يَعْلَمَا مَا الله فِيهِنَّ بِهِ قَدْ حَكَمَا


يُطَهِّرُ القَلْبَ مِنَ الرِّيَاءِ وَ حَسَدٍ عُجْبٍ ووَ كُلِّ دَاءٍ





ذكر في هذه الأبيات ما ينبغي لمريد الطريقة أن يفعله و يحافظ عليه و الضمير يعود على السالك المتقدم في البيت قبل هذا و هي للسالك سبل المنفعة و لما كانت التقوى محصورة في الامتثال والاجتناب و كان الامتثال يفعله أغلب الناس بخلاف الاجتناب فإنه لا يبلغ غايته إلا القريب من حضرة الله المراقب للألوهية فلهذا ذكر ما ينبغي للمريد اتقاؤه و نبه على المادات بأسمائها أو نقول فروع القلب لأنه هو الأصل في أعمال الجوارح لقوله عليه الصلاة و السلام :
إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب
لكن قد يحصل الفساد للقلب بسبب فساد الفروع و هي المكاسب لاستمدادها منه و التغيير يحصل بالمجاورة، فلهذا كان كفها عن المنهيات واجبا و من جملتها العينان المذكورتان في أول النظم، ينبغي للمريد غضهما عما لايحل النظر إليه، و إن تعمدخت استقر ذلك في قلبه فإنه سهم صائب يصعب إخراجه في الغالب. ثم اعلم أن العينين غضهما عن المحارم واجب على كل بحسب رتبته كما تقدم في المراتب الثلاث فغض العوام يكون عن النساء و الصبيان و كل نظرة توثر في القلب شهوة محرمة و أما الخاصة يغضون أبصارهم عن عيوب الناس لا يتبعون عوراتهم ، و أما خاصة الخاصة يغضون أبصارهم عن ظاهر الأشياء مشتغلين بباطنهم (قل انظروا ماذا في السماوات و الأرض) و أما كف الاستماع فصاحب المقام الأول يكف سمعه عن الملاهي و صوت النساء وكالغيبة والنميمة و ما أشبه ذلك، و صاحب المقام الثاني يكف سمعه عما سوى الواجب و المندوب فلا يسمع مباحا فضلا عن الحرام و المكروه فالكل عنده لغو ( والذين هم عن اللغو معرضون ) وأغلب هؤلاء منقطع عن الخلق في لخلوات فعندهم كل ما يشغلهم عنذكر الله فهو حرام، و صاحب المقام الثالث يكف سمعه عن أن يسمع من غير الله فيكون الكلام المخاطب به كله من حضرة الله واصلا إليه بواسطة الخلق (و ما كان لبشر أن كلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب ) أي من وراء حجاب الخلق . كان عليه الصلاة والسلام يسمع جبريل من وراء دحية الكلبي و يسمع الحق من وراء حجاب جبريل عليه السلام. قال سلطان العاشقين في هذا المعنى:

و ها دحية و في الأمين نبينا -------------------بصورته في بدء وحي النبوءة
أجبريل قل لي كان دحية إذا بدا-------------لمهدي الهدى في هيأة بشرية
و في علمه عن حاضريه مزية------------------بماهية المرئى من غير مرية
يرى ملكا يوحى إليه و غيره--------------------يرى رجلا يدعى لديه بصحبة

فصاحب هذا المقام لا يسمع إلا من الله و هو المسمى عندهم بمقام المكالمة و المحادثة و أما الجارحة الثالثة هي اللسان فيجب على صاحب المقام الأول أن يكف عما يحرم به النطق كالكذب و الزور و الغيبة و النميمة و ما شبه ذلك، و صاحب المقام الثاني يكف عما سوى النطق بالواجب المندوب و صاحب هذا المقام هو المشار إليه بقوله عليه الصلا و السلام: من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو يصمت ، و هذا مقام شريف و صاحب المقام الثالث يكف لسانه عن أن يتكلم مع سوى الله و هذا المقم عزيز الوجود و فيه تكون المناجات إلا أنه تارة يتكلم مع الله و تارة يتكلم بالله و في ذلك فسحة و مجال، جعلنا الله من هذا المقام، الجارحة الرابعة البطن، يجب على صاحب المقام الأول حفظها من أكل الحرام كالمغصوب و الربا و كل ما فيه حرمة، و صاحب المقام الثاني عليه حفظها من المباح فضلا عما فيه شبهة فهو يأكل بنية صالحة فلا يحتاج للأكل إلا عند الحاجة حتى يكون في حقه كالواجب أو المندوب و سيرة القوم مشهورة فيما لهم من التورعات، و صاحب المقام الثالث يعرف الله في المأكولات و المشروبات لما يروى في بعض الأحاديث القدسية ( يا عبدي كلني في المأكول و اشربني في المشروب إلى آخر الحديث ) أي اعرفني في كل شيء شيء فلا تجهلني في شيء فتحجب بذالك الشيء عني و في ها المعنى قال بعضهم:

و الله ما طلعت شمس و لا غربت--------------------إلا و ذكرك مقرون بأنفاسي
و لا شربت زلال الماء من ضمإ------------------------إلا رأيت منك خيالا في الكأس

فكأنه يقول كلما شربت أو أكلت إلا و شهدت خيالا منك في ذلك المأكول و المشروب ، و من الجوارح الفرج ينبغي للمريد أن يحفظه على ما لا يحل له بأن لا يباشر به حرم عليه وقد مدح الله تبارك و تعالى هؤلاء بقوله ( والحافظين فروجهم و الحافظات ) و صاحب المقام الثاني يحفظ فرجه من كل جماع مباح أي لا يقرب زوجته إلا على وجه واجب بحيث تدعيه الضرورة لصيانة نفسه و شفقة بأهله؛ قالت عائشة رضي الله عنها : أتاني رسول الله r في ليلة حتى مس جلده جلدي ثم قال لي ذريني أتعبد لربي فقام إلى القِربة فتوضأ و صلى و أخذ في البكاء حتى أتاه بلال لصلاة الفجر فقال له : ما يبكيك يا رسول الله و قد غفر الله لك ما تقدم و ما تأخر من ذنبك فقال : ويحك كيف لا أبكي و قد أنزل الله علي في هذه الليلة ] إن في خلق السماوات والأرض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب[ ثم قال ويل لمنقرأ هذه الآية ولم يتفكر فيها؛ و كل من كان له حظ في التفكر يكون حافظا فرجه إلا عند الحاجة لأن الجماع في الغالب مقرون بوجود الغفلة و قد يتعذر الحال على صاحب المقام الثالث إلا إذا انسدل رواق خفيف بينه و بين الحضرة الإلهية، عند وقوع العيان لا يتمكن الإتيان ] و لقد همت به و هم بها لولا أن رأى برهان ربه [أي لولا أن رأى ظهور الحق وهو العصمة لن النبي في الغالب لا يغفل عن حضرة الله بخلاف الولي الذي تعتريه بعض الغفلات فلهذا يكون محفوظا ليس بمعصوم، و المعصية لا تقع إلا مع الغفلة، أجارنا الله و المسلمين من شرها و من تمام الجوارح أيضا اليدين و الرجلين و المراد بهما أن المريد يجب عليه كفهما عن السعي في المحرم والبطش فيه غذ لا يسعى برجله إلا فيما أبيح و لاينال بيده إلا فيما هو كذلك، وصاحب المقام الثاني لا يفعل بهما إلا واجبا أو مندوبا كما تقدم، و صاحب المقام الثالث لا يمشي إلا في حضرة الله و لا يأخذ إلا من الله وو لا يعطي إلا بالله و هذا يكون غائبا عن وجود الخلق البتة: و حاصل الأمر أن الإنسان من حيث هو مأمور بحفظ الجوارح في أي مقام كان فلم يبق للمريد إلا أن يصرف جوارحه فيما يرضي الله و الرسول و كل على حسب طاقته، و من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم و يتقي الله لأنه رقيب عليه في أي حالة كان لقول المصنف: " و يتقي الشهيد في البطش و السعي لممنوع يريد" لأن الله تبارك و تعالى يطلب كل صاحب مقام بما يقتضيه مقامه أو نقول المقام يطلبه بذلك. ثم اعلم أن المريد من حيث هو يتوقف في بعض الأمور لم يعرف حكم الله فيها فإذا كان من أهل المقام الأول و اشتبه عليه الأمر فيما كان بصدده من الفعال فلا يقبل على ذلك حتى يعلم حكم اللهفيه أي يسأل عليه الكتاب و السنة النبوية فإن أذن له الشارِع في ذلك فالأمر واضح و إن منعه فليتركه فالمؤمن يتبع مرضات الله حيث وجدها ، و أما صاحب المقام الثاني لا يزن بهذا الميزان لأن حكم لله تمحض عنده فهو يعلم ما فيه فلم يشتبه عليه فعل من الأفعال ، فالحلال بين و الحرام بين، و ما بينهما شبهات و قد فرغ من ذلك و لكن بقيت له أفعال لم يدر ما أقربها إلى الله نفعا، فهو يزنها على نفسه فأي فعل ثقل عليه فذلك فيه قربة أكثر من غيره فهذا ميزان أهل الطريقة لما قيل إذا التبس عليك فعل من الأفعال و لم تدر أيها أقرب نفعا فقسها على نفسك فما ثقل علبها فافعله لأنه لم يثقل عليها إلا ما هو حق ، و صاحب المقام الثالث لا يفعل فعلا من الأفعال في سائر المعاملات إلا و حكم الله له فالحق تبارك و تعالى يحكم له في كل وقت و حال، و كلما توقف عارف في شيء من الأشياء إلا و أتاه أمر الله يعلمه من نفسه بالفعل أو الترك و قد يتخلف عليهم ذلك في وقت من الأوقات حتى تجد العارف تكاد روحه تزهق حيث يلتبس عليه مراد الله في ذلك الشيء، و كل ذلك يصيبه بسبب غفلته عن الله في بعض الأوقات حتى إذا ضاقت الأرض بما رحبت يتداركه الله بلطفه و ياتيه الله بحكمه ( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها) فلهذا قال المصنف:"و يوقف الأمور حتى يعلم ما الله فيهن قد حكما" و قد يبقى متوقفا لا يدري ما يفعل حتى إذا سألته عن فعله يقول لك لا أدري و يكون ذلك عقوبة له، و سببه إذا أراد أن يعمل مسألة بنفسه ثم رجع إلى الله فيها يتأخر عنه الحكم ولو شرع فيها أولا بربه لما تأخر عنه الحكم. ثم اعلم أن العارف إذا توقف في شيء يستفتي قلبه فيجد حكم الله فيما أبهم عليه فلهذا قال القوم رضي الله عنهم:فاستفت قلبك و إن استفتاك المستفتون و كان بعضهم يقول: سألت قلبي و قال آخر قال لي قلبي عن ربي و أكثرهم أفصح بمثل هذا المعنى. و حاصل الأمر ينبغي للسائر إلى الله أو الواصل لا يقبل على فعل من الأفعال حتى يعلم حكم الله فيه قاطعا النظر عن هوى نفسه، فعله يكون موقوفا على أمر الله لا على غرضه و من أراد أن يفعل فعلا بنفسه قاطعا النظر عن مقتضى حكم الله فيه فقد خان عبوديته و مما ينبغي للمريد أيضا تطهير القلب من كل وصف مذموم باعتبار رتبته فقس على ما تقدم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من ** كتاب مبادئ التصوف و هوادي التعرف **
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العالمي للسادة الأشراف الشاذلية المشيشية :: منتدى البرنامج التعليمي التربوي المدرس في زوايا ومراكز الطريقة الشاذلية المشيشية :: أصول الطريق ومناهج التسليك والتربية والترقية الروحية-
انتقل الى: