بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد واله
نعرف بالإمام الرباني مولانا محمّد بهاء الدين بن محمّد بن محمّد البُخَاريّ الهاشمي المعروف بلقب "شاه نقشبند" أو "خواجه نقشبند" على لسان أحد رجال النقشبندية وهو سيدي عبد المجيد الخانيّ قال حول هذا الإمام رضي الله عنه في كتابه الحدائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية(....بحر من العرفان لا ساحل لـه؛ نسجت أمواج أمواه العلوم الربّانيّة حلله؛ وفاض على العالمين بحر برّه؛ فأروى بأرواح إمداده جميع الكون بحره وبرّه...إرتضع ثدي التصرّفات الغوثية وهو في المهد صبيًّا؛ وتضلّع من رحيق مختوم العلوم الختميّة بأكواب الإرثية؛ فلو لم تُختَم النبوّةُ لكان نبيًّا.......فأعظم به من مجدّدٍ خفق قلب الخافقين فرحًا به؛ وأصبحت أكاسرة الملوك وقوفًا في رحابه؛ وملأ صيت إرشاده الملا؛ فلا وربّك لا يبقى أحد إلاّ استمدّ من إمداده حتّى وحوش الفَلا. فهو الغوث الأعظم، وعقد جيد المعارف الأنظم، انزاحت بأنوار هدايته أعيان الأغيار، وعادت الأشرار ببركة أسراره من أخيار الأعيان وأعيان الخيار....) ثم قال رضوان الله عليه في نفس الكتاب في كيفة تربية الشيخ الإمام عليه السلام له ولبعض إخوانه رضوان الله عليهم أجمعين فقال (أمرني (أي أمرني شيخي) أن أشتغل بخدمةِ كلاب هذه الحضرة بالصدق والخضوع، وأطلب منهم الإمداد. وقال لي إنّك ستصل إلى كلب منهم تنال بخدمته سعادةً عظيمةً، فاغتنمتُ نعمة هذه الخدمة ولم آل جهدًا بأدائها حسب إشارته، ورغبةً ببشارته؛ حتّى وصلتُ مرّةً إلى كلبٍ، فحصل لي من لقائه أعظم حال، فوقفتُ بين يديه واستولى علىّ بكاءٌ شديدٌ، فاستلقى في الحال على ظهره، ورفع قوائمه الأربع نحو السماء. فسمعتُ لـه صوتًا حزينًا، وتأوّهًا وحنينًا؛ فرفعتُ يدي تواضعًا وانكسارًا، وجعلتُ أقول آمين، حتّى سكت وانقلب..........دعاه بعضُ أصحابه _أي أصحاب الإمام_في بُخَارَى. فلمّا أُذّن للمغرب قال للمولى نجم الدين دادَروُكْ:
- أتتمثل كلّ ما آمرك؟
قال: نعم.
قال: فان أمرتُكَ بالسرقة تفعلها؟
قال: لا.
قال: ولم؟!
قال: لأنّ حقوق الله تكفّرها التوبة، وهذه من حقوق العباد.
فقال: إن لم تتمثّل أمرَنا فلا تصحبنا!
ففزع المولى نجم الدين فزعًا شديدًا، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، وأظهر التوبةَ والندم، وعزم على أن لا يعصيه أمرًا)