رسالة إلى فقراء شفشاون فنصيحة ثم جواب على اليوسي

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد وآله

هذه رسالة من رسائل القطب الغوث الهمام المربي الكبير سيدي امحمد بن ناصر الدرعي عليه السلام:

(أما بعد، فلا أراكم إلا قد فشلتم وتنازعتم في أمركم، وأخلدتم إلى الأرض واتباع الهوى، واستبدلتم بالصبر جزعا، وبالقناعة طمعا، فأفيقوا من حيرتكم وانتبهوا من رقدتكم، وهبوا من طول نومتكم، فإن الأمر جد لا هزل. وعقوبة الفقير الناقض لميثاقه شديدة. فمن لم يبادر للتخلص من ذلك وقع في مهواة من البئر لا قعر لها. وتحابوا (فيما) بينكم وتطاعموا وتزاوروا وتصابروا وتناصحوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا. وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر أما الكذابون في النسبة، الناصبون لاقتناص الأغراض الدنيوية كل شرك، فاحذروهم ثم احذروهم، ولا تأمنوا أحذا جاءكم منتسبا إلينا يطلب طمعا، فإن أساس طريقتنا قطع الطمع في المخلوفين، ولا ينبغي لأحد من أولادنا أن يكون خداعا ولا مخدوعا للخداعين. والسلام) طلعة المشتري 1/175، 176.

قال التستاوي أنه عندما وجد عند فقراء شفشاون مع الشيخ عازمين العودة إلى ديارهم أوصاهم سيدي ابن ناصر عليه السلام بقوله: "(.. ثم حض الفقراء على اجتناب المنهيات وامتثال المأمورات، وأوصاهم بتقوى الله العظيم، وأمرهم أن يغضوا أبصارهم ويحفظوا فروجهم : وقال : - اتركوا الخمر، وكسروا أوانيها، ثم قال، إياكم أعني يا أهل شفشاون..) نزهة التستاتي 1/ورقة 25، ص 47.

كان سيدي أبي الحسن اليوسي عليه السلام – أيام مقامه بفاس – بعد حادثة الزاوية الدلائية، يشكو من سوء المعاملة الصادرة عن أهل فاس وعلمائهم، وأمام هذه الحالة، راسل شيخه ابن ناصر، ليخبره بما أنعم الله مع ذلك ما ناله من أولئك الحسدة وجاء جواب سيدي ابن ناصر الدرعي عليه السلام إلى سيدي اليوسي عليه السلام، جاملا في ثناياه جرعة بلسمية أزالت عن النفس أدران الحيرة واليأس : (فقد ورد علينا كتابك وفهمنا ما تضمنه من الشكوى ومن التحدث بسبوغ نعمة الله عليك، فأعرض عنهم وتوكل على الله وفل "ثم ذرهم في خوضهم يلعبون، وأن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعلمون محيط" ولا يحيق مكر السيء إلا بأهله"فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم" وأقبل على ما يعنيك على طاعة مولاك، فله الحمد على ما أسبغ من نعمة ظاهرة وباطنة وأوصيك – يقول لليوسي – بالتورع فيما يدخل جوفك، وفيما تلبسه من الثياب، فذلك هو أساس الاستقامة والله المستعان وعليه التكلان... وكتب لثلاث خلون من جمادى الأولى عام ثمانين وألف) طلعة المشتري 1/260